في يوم الثلاثاء، سجل الذهب أعلى مستوى له على الإطلاق ويبدو أنه مستعد للحفاظ على الاتجاه الصعودي المستمر الذي استمر لمدة شهر، مدعومًا بأساسيات مواتية. الموقف المتساهل للاحتياطي الفيدرالي، الذي يتوقع خفضين إضافيين في أسعار الفائدة قبل نهاية العام، يستمر في الضغط على الدولار وزيادة جاذبية المعدن الثمين. بالإضافة إلى ذلك، فإن المخاطر الجيوسياسية المرتبطة بتصاعد الصراع بين روسيا وأوكرانيا والتوترات في الشرق الأوسط تدفع الطلب على الذهب كملاذ آمن.

التوقعات المتزايدة لمزيد من التيسير النقدي من قبل الاحتياطي الفيدرالي، إلى جانب الطلب المستمر على الأصول الآمنة المدفوع بتزايد التوترات الجيوسياسية، دفعت الذهب إلى مستويات قياسية جديدة. أشار رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول يوم الأربعاء الماضي إلى أن تخفيضات الفائدة كانت ضرورية لإدارة المخاطر وأن تقلبات التضخم تستبعد تطبيعًا سريعًا لأسعار الفائدة. ومع ذلك، يعتقد المتداولون أن أسعار الفائدة ستنخفض بشكل أسرع مما يتوقعه الاحتياطي الفيدرالي، متوقعين أن ينخفض سعر الفائدة على المدى القصير، الذي يتراوح حاليًا بين 4.00-4.25%، إلى أقل من 3% بحلول نهاية عام 2026.

نتيجة لذلك، انخفض الدولار الأمريكي بشكل حاد، وبالتزامن مع زيادة الطلب على الأصول الآمنة وسط عدم اليقين الجيوسياسي، ترتفع أسعار الذهب إلى مستويات قياسية جديدة. على الرغم من الجهود الدبلوماسية المستمرة لإنهاء الصراع المطول بين روسيا وأوكرانيا، إلا أن القتال قد اشتد في الأشهر الأخيرة. يوم الاثنين، اتهم الجانبان بعضهما البعض باستخدام الطائرات بدون طيار لضرب الأهداف المدنية.

في الوقت نفسه، أبلغت دول الناتو عن انتهاكات للمجال الجوي الإستوني والبولندي والروماني من قبل روسيا - وهي ادعاءات نفتها موسكو، قائلة إن الدول الأوروبية تقدم اتهامات لا أساس لها.

في غضون ذلك، تزامنت الهجمات المكثفة من حماس وإطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل مع زيادة عمليات قوات الدفاع الإسرائيلية في غزة، بينما حذرت إدارة ترامب إسرائيل من مخاطر ضم الضفة الغربية. هذه التطورات تفوق بشكل كبير أي تحسن في شهية المخاطرة. حتى الزيادة العامة في معنويات المخاطرة في السوق لم تخفف من التوقعات الصعودية للذهب، مما يبرز التوقعات الإيجابية ويشير إلى مزيد من الإمكانات الصعودية للمعدن الثمين.

من الناحية الفنية، يمكن اعتبار الاختراق والإغلاق فوق مستوى 3700 دولار الرئيسي يوم أمس كحافز جديد للمضاربين على الارتفاع. علاوة على ذلك، فإن الارتفاع الحالي لا يرتبط بظروف التشبع الشرائي لمؤشر القوة النسبية على الرسم البياني اليومي. وهذا بدوره يدعم احتمالية تحقيق مكاسب إضافية في الذهب على المدى القريب، مما يشير إلى أن التراجعات التصحيحية قد تُعتبر فرصًا للشراء.